الأحد، 7 أغسطس 2011

مسلخ الشفاء


سامية الزبيدي*
عبثاً فشلت محاولاتي لكبح جماح شعور بالغثيان تسلل إلى ملامح وجهي وعيني، فهما مرآتي كما يقول لي الجميع..وعلى رغم تأثري البالغ من رؤية شقيقة صديقتي وهي تكز على أسنانها لكبح أي تعبير علني عن آلامها الشديدة  وهي تمشي في ممر كشك الولادة القيصرية بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد انجابها لولدها "محمد" بساعات امتثالاً للأوامر الطبية، الا أن تعاطفي وصدمتي برؤية هذه الشابة التي أعرفها عادةً ممتلئة بالحيوية والطاقة تتحول لامرأة هزيلة الجسد، شاحبة الوجه، تتلوى على أذرع والدتها حيناً وبالركون الى حائط الممر حيناً آخر، كل ذلك لم يستطع أن يمحو الرائحة التي تسللت لأنفي، ولا المشهد الذي ارتسم أمام عيني، ولا حتى الذكريات المريرة التي عشتها يوما هنا في هذا المشفى.