الخميس، 21 أبريل 2011

أي شباب يا سيادة الرئيس؟

سامية الزبيدي

سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن اسمح لي من دون أي مقدمات أن أعترض، بوصفي ممن يطالهم اجراءك الأخير، عبر تشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة التابع لمنظمة التحرير وبعيداً عن الجانب السياسي والقانوني وهو حق لنا جميعاً، فإن ما يدفعني للكتابة اليوم هو ما يتعلق بنا كشباب.

سيادة الرئيس، أنا أعترض على تشكيل هذا المجلس فكرة، ومضموناً، وشكلاً فلا نريد أي مجالس عليا، نريدنا "سفلى" اذا جاز التعبير يا سيادة الرئيس، نريدها أن تمثل الشباب وتعبر عنهم، نريدها أن تأخذنا نحن الشباب للأعلى، لا نريد أن يعتلي رؤوسنا أحد ليس منا. نريده خياراً يخرج من الشباب وأطرهم ومؤسساتهم، لا مجلساً فوقياً، يحتكر جهد الشباب وتطلعاتهم في نظم بيروقراطية أثبتت عقمها في مجالس وهيئات كثر أنتم أكثر من تعرفونها.
  نريده من الشباب يا سيادة الرئيس، بعيداً عن أباطرة المال والسياسة، فهؤلاء الشباب الذين غيروا واجهة المنطقة العربية بأكملها لديهم من الامكانات والطاقات ما يؤهلهم الى أن يديروا أمورهم ويناضلوا من أجل حقوقهم، ويرفعوا اسم فلسطين عالياً في كل المحافل.

سيادة الرئيس، ان قراركم هذا أقل ما يقال عنه أنه مفاجئ، ويتنكر ولن أقول عن عمد أو عن دونه للحراك الشبابي الفلسطيني الذي عبر عن فهم راقي من الشباب الفلسطيني لواقعه ومصالحه ومصالح شعبه.
فبدلاً من أن نشهد تشجيعاً لهؤلاء على المضي في مشوارهم الوطني، وفتح آفاق المشاركة السياسية والمجتمعية والثقافية والرياضية أمامهم، نفاجأ بمحاولة للسطو على حاجات الشباب وطموحاتهم.

سيادة الرئيس، نرفض أن يمثلنا هذا المجلس، أو أي أطر لا تحترمنا كشباب، ولا تقر بالحقيقة الماثلة أمامها، ولا تريدون رؤيتها هناك في رام الله ولا هنا في غزة، لا في السلطة ولا في حكومتيها الرشيدتين، ولا حتى في أحزابنا السياسية، حقيقة أننا خرجنا من القمم ولن نعود إليه مرة أخرى.
  لم نعد نخاف يا سيادة الرئيس أن نقول لا، وألف لا لأي محاولة للاستثمار بكافة أنواعه على حسابنا.

سيادة الرئيس، تحت نظرك وسمعك تعرض الشباب المستقل للحراك الشعبي من أجل انهاء الانقسام لكل محاولات الاحتواء، والاعتداء، وحتى التحرش الجنسي ببعض الفتيات، واعتدى بلطجية "الأمن" هناك بزي مدني على شباب معروفين لسيادتكم، أو يمكن أن تعرفهم بسهولة، وهي معلومات موثقة لدى الهيئة المستقلة لحقوق الانسان محلياً، ولدى هيومن رايس ووتش دولياً، وهنا في واحة الديموقراطية المسروقة من الوطن الذي تترأسه، هنا في غزة، أعطونا نحن الشباب عاماً بأكمله، أسموه "عام الشباب"، وفي هذا العام يا سيادة الرئيس ضربونا وسبونا واستدعونا لأننا قلنا "الشعب يريد انهاء الانقسام".

سيادة الرئيس، ارحمونا واحترمونا؟ إنهوا هذه المهازل التي تأكل أعمارنا وأحلامنا يوما بعد يوم.. وتقبل تحياتي ابنتك/ سامية الزبيدي