الأربعاء، 21 مارس 2012

غزة التي لا تثور

سامية الزبيدي


يشتد الخناق..يشتد النفاق..وتكثر المحاولات لسرجها وامتطائها، لتطويعها وتلويعها..وهي شامخة بانفها تبدي اللين ولا تلين..ولسان حالها يقول سنحاسبكم يوما ولو بعد حين. 

غزة، المنبوذة، المكروهة، الملعونة... 

غزة، الصامتة، المترقبة، المتوجسة..."نمرودة"..لكنهم لا يعلمون.


يحسبونها خنوعة، مطواعة لكل مغتصبيها، ولا يدرون أنها تعرفهم وتعرف مطامعهم، وقد جربتهم طويلا..فأفسدوها، واستغلوها، وعندما كفرت بهم، وسلمت نفسها طواعية للواعدين الجدد كفروا بها. 

صمدت غزة في وجه كل المؤامرات التي حاكها العرب، والعجم ضد حاكمها الجديد، فجاعت ليشبع، وعطشت ليرتوي، وتعرت ليتزين، وحسبت أن الوفاء على قدر المعروف...فما عرفت إلا أنها غيرت الوجوه. 

يتقاتلون عليها، لا من أجلها..بل من أجلهم. 

هي قطعة من الجسد الواحد، ونصف القلب، عندما تصمت على ممارساتهم السادية. 

وهي كافرة، ماجنة، ناكرة عندما لا تستجيب لما يمارسون. 

لا كهرباء، لا ماء، لا كرامة، لا حرية، لعلها تثور..وتعود راكعة، باكية، نادمة على خيانتها يوماً لحبيبها الذي ما أرادها يوماً الا إناءً يغرف ما فيه، ويرمي بفضلاته إليه. 

نعم للكهرباء، نعم للماء، نعم للبنزين والسولار، فنحن لا نستسلم، ولم نتنازل، ولن نعترف باسرائيل.. وسنبقى نقاوم حتى لو لم يبق فيك يا غزة أحدٌ يقاوم.. فبقاءنا هدف أسمى من دماءكم، ومعاناتكم، وقهركم.. فالنصر قادم لا محالة حتى ولو على أجسادكم. 

أيها المتصارعون، غزة لن تعود،، ويقيناً لن تبقى تعطى بلا حدود، لكنها لا تثور لأنها لا ترى الحب في عيون أيٍ من المتبارين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق