أرفع القبعة لـ


آنا بوليتكوفسكايا بين روسيا والشيشان

اعتقال متهم بقتل الصحفية آنا بوليتكوفسكايا
AFP NATALIA KOLESNIKOVA
آنا بوليتكوفسكايا كانت المراقبة السياسية في صحيفة "نوفويا غازيتا" الروسية والكاتبة للمقالات المثيرة الكثيرة في موضوع الشيشان وشمال القوقاز الروسي والحائزة على عدد من الجوائز الصحفية الروسية والدولية. اغتيلت يوم 7 اكتوبر/تشرين الاول عام 2006 على يد شخص مجهول.
ولدت عام 1958 في نيويورك لعائلة دبلوماسي سوفيتي. وتخرجت عام 1980 من كلية الصحافة في جامعة موسكو الحكومية. ثم عملت في صحف "ازفستيا" و "فوزدوشني ترانسبورت" وغيرها من الصحف السوفيتية والروسية.
في اعوام 1994 – 1999 كانت بوليتكوفسكايا تتولى ادارة قسم الحوادث  في صحيفة "اوبشايا غازيتا" ثم  شغلت منصب نائبة رئيس التحرير في الصحيفة.  وابتداءا من عام 1999  عملت مراقبة سياسية في صحيفة "نوفويا غازيتا". وزارت مرارا المناطق الساخنة التي كانت تشهد العمليات الحربية واشرفت على إجلاء اللاجئين من داغستان وانغوشيا والشيشان. وشاركت في الفعاليات الخيرية الكثيرة. فعلى سبيل المثال اجرت بوليتكوفسكايا في اغسطس/آب عام 2000 فعالية خيرية اطلق عليها "غروزني .. دار الايتام" حيث قامت بجمع التبرعات وايصال 3 اطنان من الشحنات الانسانية و120 الف روبل الى المحتاجين.
نشرت صحيفة "نوفايا غازيتا" عام 2001 مقالا بقلم بوليتكوفسكايا  بعنوان"اختفاء البشر" يروي قصة  الشيشاني موردالوف الذي اعتقله افراد  القوات الخاصة والذي اختفى فيما بعد دون ان يخلف أثرا. وتلقت على اثر نشر المقال تهديدات بالبريد الالكتروني.
بعد اختطاف الرهائن في موسكو في اكتوبر/تشرين الاول عام 2002 ادرج الارهابيون بوليتكوفسكايا في قائمة الاشخاص الذين وافقوا على  اجراء المفاوضات معهم.
حازت بوليتكوفسكايا عام 2003 على جائزة منظمة الامن والتعاون في اوروبا لقاء تغطيتها لاحداث الشيشان.
وكان آخر مقال نشرته بوليتكوفسكايا في صحيفة "نوفويا غازيتا"  يحمل عنوان "تواطؤ اجرامي"، دار الحديث فيه حول وحدات شيشانية تحارب الى جانب القوات الفيدرالية في الشيشان. وكان من المفترض ان ينشر مقال آخر يوم 8 اكتوبر/تشرين الاول في موضوع  التعذيب في الشيشان وضلوع بعض المسؤولين في اختطاف البشر في الجمهورية.
 وقد اغتيلت آنا بوليتكوفسكايا في 7 اكتوبر/تشرين الاول اغتيلت عند بوابة منزلها بشارع ليسنايا بالقرب من محطة السكك الحديد "بيلوروسكايا"، حيث كان على جسمها 4 اصابات نارية وعثر بالقرب من جثتها على مسدس من نوع ماكاروف.
واكدت اجهزة التحقيق ان سبب الاغتيال مرتبط بنشاط بوليتكوفسكايا الصحفي. واشارت بعض الصحف الى أثر شيشاني، حيث افترض ان الاغتيال هو محاولة لتهميش الاتهامات الموجهة لبعض المسؤولين. وقال البعض ان هدف الاغتيال هو الاساءة لصورة الرئيس بوتين على الصعيد الخارجي. واخيرا قدمت بعض وسائل الاعلام فرضية مفادها ان  استهداف بوليتكوفسكايا هو للانتقام منها بسبب كشفها للفضائح في بعض مقالاتها.
بدأت المحاكمة على ابراهيم محمودوف وجبرائيل محمودوف  المتهميْن بضلوعهما في اغتيال بوليتكوفسكيا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008 . لكن الادعاء لم يتمكن من اقناع هيئة المحلفين بذنب المتهميْن واثبتت الهيئة براءتمها في 19 فبراير/شباط عام 2009. فتم الافراج عنهما في قاعة المحكة. لكن المحكمة الروسية العليا ألغت في يونيو/حزيران للعام نفسه حكم البراءة واعادت القضية الى محكة موسكو العسكرية  للنظر فيها مجددا .
واعتقل رستم محمودوف المشتبه بأنه المنفذ المباشر لقتل الصحفية آنا بوليتكوفسايا في الشيشان يوم 31 مايو/أيار عام 2011.
وقيل  أن اعتقال محمودوف تم بدعم مختلف الأجهزة الأمنية في الشيشان صباح يوم 31 مايو/أيار  في أحد المنازل بمركز أتشخوي – مارتان في الشيشان. وقد تم نقل المشتبه به إلى موسكو لإجراء التحقيق معه.
 كتبت بوليتكوفسكايا  كتبا كثيرة ومن اشهرها "اليوميات الشيشانية"  و"الحرب الشيشانية الثانية" و" الشيشان مهانة روسيا" و" روسيا بوتين" و"روسيا دون بوتين".
آنا بوليتكوفسكايا  كانت إمرأة مطلقة. وزوجها السابق  ألكسندر بوليتكوفسكي هو صحفي معروف . ولديها  ابن  وابنة.

--------------------------------

المراسلات العربيات يتقدمن خطوط المواجهة بلبنان



المؤتمر نت - نقلا عن الجزيرة نت
المؤتمر نت - نقلا عن الجزيرة نت
تتسم تغطية الحرب على لبنان بحضور نسائي لافت على الشاشة، إذ أوكل معظم القنوات الفضائية العربية مهمة تغطية هذه الحرب لمراسلات يتحدثن بجرأة من مواقع خطرة، في شكل جديد للتغطية بدأ جمهور التلفزيون العربي يعتاد عليه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل ثلاثة أسابيع.
وقد تفوقت مراسلات عديدات على زملائهن الرجال بالوصول إلى الخطوط الأمامية للجبهة الملتهبة مخاطرات بحياتهن.

وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الصحفيات العربيات على خط التغطية الحربية. فالمراسلات العراقيات مازلن يشاركن في نقل الحوادث الأمنية في بلدهن. وقد دفع بعضهن حياته ثمنا لذلك، وكانت أخراهن مراسلة قناة العربية والجزيرة سابقا الزميلة أطوار بهجت.

أما في الحرب الحالية، فقد قتلت حتى الآن مصورة صحفية واحدة هي ليال نجيب (23 عاما) التي كانت تعمل مصورة حرة، وذلك بصاروخ إسرائيلي أصاب سيارة الأجرة التي كانت تقلها بين قرى الجنوب اللبناني المتقدمة.
وقد أصبحت مراسلة الجزيرة الزميلة كاتيا ناصر وجها مألوفا لدى المشاهدين خلال أيام قليلة منذ ظهورها في البث المباشر من على تلال القرى الحدودية اللبنانية مع أنها لم تعمل مراسلة من قبل.

وقالت كاتيا ناصر إنها تطوعت للذهاب للجنوب اللبناني مع أنها تعمل عادة في غرفة الأخبار في المقر الرئيسي للجزيرة بالدوحة. وأوضحت أن الإدارة لم تحاول ثنيها عن الذهاب إلى منطقة الخطر لكونها امرأة وكان هناك احترام لقرارها.
واعترفت كاتيا بأنها تشعر بالخوف في هذا الوضع، مشيرة إلى أن "الخوف شيء طبيعي لكن الشجاعة تكمن في السيطرة على مشاعر الخوف حتى لا تظهر على الكاميرا".
ويصبح هذا الشعور بالخوف واضحا عندما تروي كاتيا قصة استهداف الغارات الإسرائيلية موكب الصحفيين الذي كان يضمها مع زملائها أثناء إخلائهم المنطقة الحدودية نتيجة اشتداد الخطر.

وظهرت كاتيا ابنة الجنوب على الشاشة أكثر من مرة تحاول جاهدة إخفاء مشاعرها تجاه القرويين الجنوبيين الذين وقعوا ضحية القصف الإسرائيلي العشوائي أو اضطروا إلى الهروب من منازلهم إلى مناطق أكثر أمنا.

أما بشرى عبد الصمد مراسلة الجزيرة في لبنان التي عملت حتى 11 يوليو/تموز الماضي في تغطية المناوشات التي لا تنتهي بين السياسيين اللبنانيين، فقد كانت أول مراسلة تظهر بالسترة الواقية من الرصاص والخوذة من جنوب لبنان.

وعلى الجانب الآخر من الحدود شمال إسرائيل ظهرت زميلتا كاتيا، شيرين أبو عاقلة وجيفارا البديري اللتان تعودتا منذ زمن على أن يجدن أنفسهن وسط النيران في تغطيتهما للمواجهات في الأراضي الفلسطينية. لكنهما هذه المرة وقفتا على الحدود مع لبنان لنقل أخبار سقوط صواريخ حزب الله على مدن ومستوطنات شمال إسرائيل وتحركات الجيش الإسرائيلي.

قواعد السلامة
كما أرسلت قناة العربية -التي تتخد من دبي مقرا لها- أيضا صحفياتها لتغطية القصف الإسرائيلي البحري والجوي العنيف لضاحية بيروت الجنوبية.
وفي لقطات عدة، بدا القلق على وجهي المراسلتين نجوى قاسم وريما مكتبي وهن يتابعن من تلة مطلة على الضاحية الجنوبية القصف يدك معقل حزب الله الرئيسي.
وقد دفعت القنوات التلفزيونية اللبنانية الخاصة بعدد من صحفياتها إلى النقاط الساخنة فتفوقن عددا على زملائهن الرجال.

من بنت جبيل ظهرت مراسلة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) قبل أن تكتسب هذه البلدة الحدودية شهرة عالمية نتيجة المعارك الضارية التي شهدتها بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله.

أما مراسلة قناة التلفزيون الجديد (NTV) نانسي السبع فظهرت متشبثة بسترتها الواقية من الرصاص بينما تجولت في شوارع الضاحية الجنوبية المدمرة.

وبدت المراسلات الصحفيات أكثر حرفية من نظرائهن الرجال في التزام معظمهن تدابير السلامة في أماكن الخطر.
فكثير من المراسلين الذكور ظهروا يتجولون في مناطق خطرة نسبيا بدون ارتداء سترات واقية من الرصاص. أما إذا كلف أحدهم نفسه عناء ارتداء السترة فلا يكمل الإجراءات الوقائية بارتداء الخوذة.
لكن يبدو أن المخاطرة تؤتي ثمارها من خلال الشهرة السريعة التي تحرزها الصحفيات الشجاعات. وتنقل كاتيا ناصر عن رسائل وصلتها من مشاهدين في الدول العربية، عبارة كتبت لها "أنت بطلة".
وفي هذا السياق تقول "أشعر أنني نلت أكثر مما أستحق. كنت فقط واحدة من هؤلاء الناس هناك" في الجنوب.

نقلا عن (الجزيرة نت)