خربشاتي

إن نفسي تسكن الزوايا
٠١/٠٣/٢٠٢٠ 
رغم اني أبدو محبة للتغيير وأواضب على التجديدالا ان الحقيقة ان نفسي تسكن الزوايا وتستكين فيها.
دائما مااخترت ان اغفو على سرير يجاور حائطين على الأقل، اتكور كالجنين في معظم الوقت وأحلم بعينين مفتوحتين على أمل ساذج....لعلي لم أكن اشعر بالأمن في رحم أمي.
كانت معظم مشاهداتي اللاواعية كوابيسبعضها لا يفسر ولا يستذكر ولا يستخرج منه صورة متصلة بأخرى
لا أذكر لنفسي النائمة حلمًا واحدًالكن لغط الكوابيس وتوترها سهل الاستحضار من دون تفاصيلها
كيف لنفس قلقة ان تخوض حياة مثل حياتي المليئة بالطرق المتباينة والمنعطفات الحادة؟
طفولتي، مراهقتي، شبابي، زواجي، عملي، سفري، طلاقي، غربتي، أمومتي، رجولتي.. كلها كانت أكبر مني.
احيانا انظر لمحطات حياتي، ويتشابه عليّ "الواقفةهناك بين جموع غفيرة؟ هل كانت "أناحقًا؟  هل اخترت يوما الصعود او النزول إليها؟؟
المفاجأةنعم.. اخترتها جميعا وانا المؤمنة أن الخيارات المحدودة هو إجبار على الأكثر حلاوة من ثمار العلقم.
هل كان الأمر حقًا على هذا النحو؟
لا لم يكن
كانت نفسي عاشقة الزواياهشة، ضعيفة، خائفة على الدوام
لا اعلم كيف ولماذا تنكرت لذاتي وكنت ضدها طوال الوقت؟!

وهم القوة الذي سكنني.. هل من سبيل الى التخلي؟!!!


فن الغواية
سامية الزبيدي                                                                                       27/6/2012

صامتة كانت، هادئة الملامح..وعيناها المكحولتان تتابعان كل تفصيل.
دائمة التبسم، كأنما يداعبها خيال خصب لا يكل ولا يمل.
واعتزاز بالنفس يطاول الغرور في مشيتها، وانتصاب قامتها، وترفع نظراتها.
لكنها تمارس الغواية الصامتة بفن يثير الفضول والاعجاب وهي تمزج نار الرغبة بماء الحياء، وتسدد سهام نظراتها نحو الحاضرين.
وبشفتين رقيقتين، مسحوبتين، تكشفان عن أسنان بيضاء لقطة سيامية، وكأنها تدرك لعبتها كانت توزع البسمات، وتنسق النظرات.
لم تكن فاتنة على نحو خاص، أو حتى جميلة، لكنها لافتة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
أما هو فكان جميل الملامح، ببشرته البيضاء، وشعره الناعم الطويل نسبياً، وعيناه المسرجتان برموش طويلة كثيفة، وفمه المسطح تحت أنفه الحاد.
تعجبت كيف يعجب فاتن مثله، بمثلها، فيلتصق بها طوال الوقت، مبادلاً اياها الهمسات واللمسات، و"المسجات".
لم يطل تعجبني وأنا أتابعهما، واهتديت لتفكير أراحني: "لم تكن لتنجح بغوايتها لو لم يكن صيدها تافهاً وفارغاً على هذا النحو".



واحد/ة من الناس 



سامية الزبيدي 



"أنا غلطان، أنا عارف حالي، حدا قلي أخلف 12 نفر..مهو الصحيح أنا كنت وقتها بخير، كنت بشتغل في "إسرائيل"..قصدي... قصدي "دولة الاحتلال" وكنت بحصل على أكثر من 6000 شيكل وكانت الأمور عال العال، ما كنت بعرف انو رح يجي اليوم اللي نقعد فيه وما نلاقي حد يتطلع بوجهنا ولا بوجه أولادنا". 

"يا رب بنت، يا رب بنت، يا رب بنت، طول ليلي ونهاري بدعي ربي يعطيني بنت، والله جيبة الولد هالأيام كسرة، بعد ما كان سند الدار، بدو تعليم، ووظيفة، ومهر، ودار، وعفش، ومسؤوليات كبار، ويمكن كمان يروح يهاجر، ولا يفجر حالو بالمستوطنة، مش علشان بدو يحرر فلسطين، لكن علشان طفشان من فلسطين". 

"وبعدين معاكي يا أم محمد، انتِ مش شايفة اني قاعد بزرع بالمزرعة، ولا بدك اياني اخسر يعني، وأصير مضحكة قدام الشباب، مش عارفة تشيلي جرة الغاز لحالك، وتنزليها تحت الدار، ولما يجي تبع الغاز بياخذها وبيعبيها، عاملالي اياها قصة"..."ايش في كمان، الأولاد بيتكاتلوا، طيب شو أعملهم، أنا مش فاضي..حلي عني، خليهم يطلعوا يتشطروا عفتح وحماس". 

"شو بتقول يا أبو العبد، ضرايب جديدة، يعني بدهم يحاسبوني آخر اليوم على رزقة ولادي، شو باخد منهم دخيلك علشان ياخذوا مني ضريبة دخل، طيب أنا طول اليوم بلف وبدور أنا وهالحمار في الحارات والزقايق علشان نبيع هالكم بُكسة (سحّارة) بطاطا وبندورة وخيار، وشوية هالملفوف، ودخيلك شو بحصّل بالآخر علشان ياخذوا ضريبة عليهم...شو بتقول يا أبو العبد، قصدك يعني هاي الضريبة بس على اللي بيدخلوا مصاري كتير..الله لا يردهم. حدا قلهم يستثمروا بهالبلد الخربانة". 

"ما في طق بيض، هي الطبيخ بالطنجرة، انتَ ما بيعجبك العجب ولا الصيام في رجب، كل يوم طالعي بطلب، الفطور بدك تطق بيض، والغدا بدك تقلي بطاطا، والعشا بدك تشتري مرتديلا..انتَ يمه بتفكرنا قاعدين ع بير، انتَ مش عارف انو البيض غالي، والبطاطا غالية، والمرتديلا غالية، واللحمة أغلى، انت بتفكر راتب أبوك شو بيكفي..ولسه بدهم يطلعوه عالتقاعد، بعرضك يمَه لم إيدك". 

أنا، واحد/ واحدة من الناس، نفسي أكل، وألبس، وأعيش، وأتنفس بحرية..بيقولوا بدو يصير عنا دولة..طيب لمين الدولة؟ وعلى أي أرض بدهم يقيموها؟ على غزة ولا على الضفة، ولمين للفتحاويين ولا للحمساويين، ولا النا احنا..معقول النا كلنا..ولا هاد صار حلم صعب يتحقق. 

وبيقولوا بدو يصير عنا اكتفاء ذاتي، فياض أعلنها خطة؟ بدنا نصير محترمين ونبطل نشحت على أبواب المانحين والبنك الدولي والأمم العربية، طيب..ليش نازل فينا تقشف وتقاعد وضرايب؟ 

والزهار اللي وعدنا يرخص جرة الغاز لما تفوز حماس، بشوف الجرة غليت، وغليت، والكهرباء صارت شوفتها صعبة، والفواتير هيه هيه، وبيقولوا كمان في ضرايب جديدة عالمواد الغذائية الكمالية، أي كمالية هاد، هو الشبس اللي أولادنا بياكلوه بدل الفواكهة اللي ما بنشوفها إلا على البسطات وفي المحلات صار كماليات، ولا السيرج والعصير والكولا، والملابس، طيب هو مش بيكّفي فقر كمان قلة كيف؟، لاحقينا على علبة الكولا، وحبة البزر والقضامة اللي بنتسلى فيها. 

والله أنا واحد/ واحدة من الناس انخنقت من هاي البلد، يا أخي/ أختي صار الواحد فينا ثور/ بقرة في الساقية، ويا ريت بيطلع ميه جديدة..المشكلة أنها نفس الميه، مطحونين من الاحتلال، ومن أخوتنا..ومن الفقر والقهر..من الديون والقروض والقرود..يا أخي/ أختي..نفسو الواحد يحس برفاهية أنو بني آدم معزز مكرم، في عندو بيت، وسيارة، وشغل، وعيلة، قادر يأكلهم ويشربهم ويفسحهم، ويخطط لمستقبلهم.. والله يا الله ما بدنا غير عيشة الستر. 

لا تزعلوا مني ع صراحتي، أنا واحد/ وحدة من الناس..مخمود/ مخمودوة وساكت/ ساكته... بس بدي أطق من القهر. 



------------------
شهر رمضان شهر الخير والاحسان، على راسي، لكن هذا لا يعني أن نتعرض لابتزاز عاطفي مستمر من سلسلة طويلة من الاطفال والنساء والرجال وذوي الحاجات الخاصة المنتشرين على طول الطرق في الاسواق والمحال والمكاتب والمؤسسات..أدعوكم إلى مكافحة هذه الظاهرة، بعدم التعاطي مع هؤلاء اطلاقاً، وعلى كل من أراد أن يعمل صالحاً فلينظر حوله فالمستورين في منازلهم، المحترمين لكراماتهم وكرامة الناس كثر، لا هؤلاء الذين امتهنوا التسول، خصوصاً في شهر رمضان. وتحضرني الآيات الكريمة: "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم، الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون".




ومن التسول من تحت للتسول من فوق، فها هي حكومة رام الله تصرف لموظفيها نصف راتب من أصل راتب ونصف قبل موسم العيد، والمدارس..وقد سبقتها حكومة جارتها غزة لصرف راتب لموظفيها من أصل راتبين، لكي يذكروننا جميعاً: لستم سوى بهائم، في زريبة، ما يوضع امامكم، تسمموه..شكرا لحكومات التدجين العربي.


24/8/2011


-----------------------------------


الحياة صراع دائم، كلما امتلكنا مهارات ادارة الصراع، كلما ازدادت التحديات