الأحد، 20 مارس 2011

مم تخافين يا حماس؟

سامية الزبيدي

زعمت حركة "حماس" وحكومتها مطالبتها بإنهاء الانقسام، وألقت بالمسؤولية عنه على كتف سلطة رام الله وحدها، ولقيت دعوة رئيس حكومة "غزة" إسماعيل هنية بإتاحة الحرية للمعتصمين المطالبين بإنهاء الانقسام الذي تتزعمه مجموعات الحراك الشعبي ارتياحاً كبيراً في أوساط الحراك وشعبنا، واعتقدنا أنهم تعلموا الدرس من النظامين التونسي والمصري، وربما استشرفوا نتائج مبكرة مما يجري في ليبيا..الا أن واقع الحال الذي لم يمهلنا كثيراً جاءنا بالحقيقة.


حقيقة السيطرة والاحتواء والإلغاء الذي مارسته حكومة حماس وحركتها بحق الحراك الشعبي الذي وصل النهار بالليل في التحشيد والتنظيم والتخطيط لحراك شبابي وشعبي هو الأول من نوعه في الضفة وغزة.

فجاء يوم 15 آذار لنكتشف الخديعة. من ادعى توفير الحماية والدعم للمتظاهرين ضد الانقسام، اختطف التظاهرة وخلق انقساماً جديداً حتى بين المتظاهرين أنفسهم، فحوصر من بقي في الجندي تحت رايات حماس الخضراء وخطاباتهم المبايعة لله وللرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام)، فيما نزح مئات من المتظاهرين نحو ميدان فلسطين، ومئات أخرى نحو ساحة الكتيبة.

ولن أتحدث مطولاً عن الاشتباكات بالأيدي، والتراشق بالحجارة، فما يندى له الجبين أكثر أن يقدم فلسطيني على ضرب أخيه واخته وابنته وامه، وعلى ملاحقتهم بأقذع وأقبح السباب؟، فلا أدري بأي مسوغ يسمح رجل أمن لنفسه أن يتحول إلى وغد يعهر الطاهرات، ويعبث بأجسادهن علناً وخفية؟، وكيف يسمح رجل أمن لنفسه أن يضع يديه في صدر "أخته" لمصادرة الجوال؟، وكيف يسمح رجل أمن لنفسه أن يطيح بامرأة في عمر أمه في عرض الشارع؟.

ولا يستاء أحد من صراحتي، بل يجب أن تستاءوا ممن أقدم على اتهام المتظاهرات بأنهن نزلن للشارع للبحث عن "الحرام" بلغة الشارع، لا ليرفعن صوتهن ضد الانقسام.

ويجب أن تستاءوا وتلاحقوا وتحاكموا من جرؤوا على التجبر بسلاحهم وهراواتهم على فتاة لم تبلغ العشرين من العمر بعد، لا لشيء إلا للتغطية على ضعفهم أمام شجاعتها، وعلى انعدام رجولتهم أمام تحدي أنوثتها، التي لم يرحموها، فطاولوها بأيديهم في أماكن حساسة بعضها تحرشاً وأخرى ايذاءً.

نعم هذا ما حدث، وليعلم من لا يعلم، وليدري من يدعي أنه لا يدري، فهذه ليست القصة الوحيدة، عشرات النساء والفتيات اللواتي شاركن في الفعاليات الشعبية منذ 15 آذار وحتى يوم أمس الموافق 19/3/2011 تعرضن للتحرش اثناء معارك الضرب والملاحقة التي لم تستثن صغيرا أو كبيراً، امرأة أو رجلاً سواء في الكتيبة أو جامعة الأزهر وحتى أمام منزل رئيس الحكومة العتيدة نفسه اسماعيل هنية.

لدي سؤال صغير، هو برسم إجابة العنصر قبل القيادي في حركة "المقاومة" "الاسلامية"-حماس وحكومتها من الوزير حتى الغفير، مم تخافون؟ ما الذي يخيفكم من أن ينزل شعبنا وشبابه للشارع ليقول "الشعب يريد انهاء الانقسام"؟ اذا كنتم تدعون أنكم لستم السبب في استمرار الانقسام، فلماذا تمنعون من يساندكم ويدعم موقفكم الداعي لانهاء الانقسام؟

وكيف لحركة تدعي أنها فلسطينية وترفع لواء الاسلام أن تسمح لعناصرها أن يعتدوا على حرمات الناس؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق