السبت، 15 ديسمبر 2012

في مخيم اليرموك



في مخيم اليرموك..شوارع ضيقة، ومكعبات اسمنتية متلاصقة، وقلوب تنزف ألماً وقهراً وفقراً وحلماً بالعودة...شأنه شأن كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والخارج...بعد 64 عاماً من التهجير لازال الفلسطينيون هناك، صامدين، ينتظرون، وينتظرون، وينتظرون، وعيونهم شاخصة نحو اللد والرملة ويافا وعكا وغزة والقدس..لكن موعدهم طال...وهم في انتظارهم ماضون.

لكنهم ما حسبوا أن الموت اللا طبيعي سيلاحقهم في مخيماتهم، التي حرصوا دائماً أن يقفوا على الحياد فيها مما يجري في بلاد العُرب أوطاني.

وفي سوريا، التي احتمى إليها الفلسطينيون ومنها طويلاً..
قصف، وتهديم، وقتل عشوائي، يصفه من يعيشه بـ"حرب إبادة"، تستهدف القاطنين الآمنين في المخيم..
أطفالنا هناك يسقطون، وشبابنا يعدمون، وشيوخنا يهانون من بني جلدتهم حيناً، ومن النظام السوري، ومناوئيه أحياناً أخرى..لا يعرفون من أين تأتيهم الرصاصة، ولا القذيفة، ولا الخطيفة..
في مشهد يشبه إلى حد بعيد، ما عشناه خلال حرب الأيام الثمانية على يد الاحتلال الصهيوني، سقط العجوز يوسف خير الله شهيداً، وقتل الأطفال لمى وياسر الأبطح، ومؤمن سلطان، فيما اختطف الناشط الشبابي باسل الصفدي، الذي صنفته مجلة فورين بوليسي ضمن أهم مائة شخصية عالمية مفكرة لإنجازاته في مجال تطوير البرمجيات المفتوحة المصدر.
والمشاهد تتوالى في كل لحظة، قصف هنا، واعتقال هناك، وضرب واهانة على حاجز، وخطف على آخر...
في الحرب على غزة في العام 2008 - 2009، كنا نقول "يا وحدنا"، أين العالم مما يجري لنا من إبادة؟، وفي حرب الأيام الثمانية تكررت المأساة، لكن مقاومتنا وحدها هي من رفعت من هاماتنا، وصمودنا هو من لفت أنظار العالم للعدوان على أطفالنا، فأين نحن من التضامن مع أنفسنا...مع اخوتنا في مخيم اليرموك؟ إنهم يصرخون "يا وحدنا" فهل نتركهم كما تركنا العالم؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق